فصل: فصل في علامات الإذكار والإيناث:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: القانون (نسخة منقحة)



.فصل في سبب الإذكار والإيناث:

إن سبب الإذكار هو مني الذكر وحرارته وغزازته وموافقة الجماع في وقت طهرها ودرور المني من اليمين فهو أسخن وأثخن قواماً ويأخذ من الكلية اليمنى وهي أسخن وأرفع وأقرب إلى الكبد وكذلك إذا وقع في يمنى الرحم وكذلك مني المرأة في خواصه وفي جهته والبلد البارد والفصل البارد والريح الشمالية تعين على الإذكار والضد على الضد وكذلك سن الشباب دون الصبا والشيخوخة.
وقال بعضهم أنه إن جرى من يمين الرجل إلى يمينها أذكر ومن اليسار أنث.
وإن جرى من يساره إلى يمينها كان أنثى مذكّرة ومن يمنيه إلى يسارها كان ذكراً مخنثاً.
وقال بعض من تجازف أن الحبل يوم الغسل يكون بذكر إلى الخامس ويكون بجارية إلى الثامن ثم يكون بغلام إلى الحادي عشر ثم يكون خنثى ودم الحبلى بذكر أسخن كثيراً من دم الحبلى بأنثى.

.فصل في علامات الإذكار والإيناث:

الحامل للذكر أحسن لوناً وأكثر نشاطاً وأنقى بشرة وأصح شهوة وأسكن أعراضاً وتحسّ بثقل من الجانب الأيمن فإن أكثر ما يتولد الذكر يكون من مني اندفق إلى اليمين من جنبي الرحم.
وإنما يكون ذلك إما لشوق ذلك الجانب إلى القبول أو لأن الدفق كان من البيضة اليمنى.
وإذا تحرك الجنين الذكر تحرك من الجانب الأيمن.
وأول ما يأخذ الثدي في الازدياد وتغير اللون يكون من صاحبة الذكر من الجانب الأيمن وخصوصاً الحلمة اليمنى وإليها يجري اللبن أولاً ويدر أولاً ويكون اللبن الذي يحلب من ضرعها غليظاً لزجاً رقيقاً مائياً حتى إن لبن الذكر يقطر على المرآة وينظر إليه في الشمس فيبقى كأنه قطرة زئبق أو قطرة لؤلؤ يسيل ولا يتطامن وتزداد الحلمة في ذات الذكر حمرة لا سواداً شديداً وتكون عروق رجليها حمراء لا سوداء ويكون النبض الأيمن منها أشد امتلاء وتواتراً.
قالوا: وإذا تحرّكت عن وقوف حركت أولاً رجلها اليمنى وهو مجرّب وإذا قامت اعتمدت على اليد اليمنى وتكون عينها اليمين أخف حركة وأسرع والذكر يتحرك بعد ثلاثة أشهر والأنثى بعد أربعة.
قالوا ومن الحبل في معرفة ذلك أن يؤخذ من الزراوند مثقال فيسحق ويعجن بعسل وتحتمله بصوفة خضراء من غدوة إلى نصف النهار على الريق فإن حلا ريقها فهي حبلى بذكر وإن أمرَه فهي حبلى بأنثى وإن لم يتغير فليست بحبلى.
وفي هذه الحيلة نظر ويحتاج إلى تجربة أو فضل بحث عن علتها في علامات حبل الأنثى وأضداد ذلك.
ومما يؤكده كثرة قروح الرجلين خصوصاً في الساقين وكثرة أورامهما.
وربما كان الحمل بذكر إنما هو بذكر ضعيف مهين فكان أسوأ حالاً وأردأ من.
علامات الحمل بأنثى قوية.
والنفساء عن الذكر ينقضي نفاسها في خمسة وعشرين يوماً إلى ثلاثين يوماً إلا اْن يكون بها سقم.
والأنثى من خمسة وثلاثين إلى أربعين ودْلك أكثر الأمر.
ومن مجربات القوم أنهم قالوا أن لبن المرأة إذا حلب في الماء ويطفو فوق الماء ولا ينزل فالولد ذكر.
وإن نزل ولا يطفو فوق الماء فالولد أنثى.

.فصل في تدبير الإذكار:

يجب أن يسخن المرأة والرجل بالعطر والبخور والأغذية ويشرب المثروديطوس والفرزجات المذكورة إن احتيج إليها وبالحقن المسخنة والمروخات كلها ولا يلتفت إلى من يقول أن المرأة يجب أن تكون ضعيفة المني ليتولد منها الذكر بل يجب أن تكون ثخينة المني قويته حارته فمثل هذا المني أولى بأن يقبل الذكور ولكن لا يجب أن يعجز عن منيها مني الذكَر بل يجب أن يكون مني الذكر أقوى في هذا الباب ويجب أن يهجر الجماع مدة ليس بإعراض عن الجماع أصلاً فيفسد المني على ما قلنا وأن لا يكثرا شرب الماء بل يشربان منه قليلاً قليلاً ويتغذيان بالأغذية القوية المسخنة ثم يجرب الرجل منه فما دام رقيقاً علم أن الحاجة إلى العلاج باقية.
وإذا غلظ المني صبر بعد ذلك أياماَ.
ويستمر على تدبيره حتى يقوى المني ويجتمع على الوجه المشار به ثم يواقعها المواقعة المشار بها في أعطر موضع بالعطر الحار مثل الند الأول الممسك والزعفران والعود الهندى الخام ويجتنب الكافور ويكون في أسر حال وأطيب نفس وأبهج مثوى ويفكر في الإذكار ويحضر ذهنه الذكران الأقوياء المشار ذوي البطش علامات القبيس والمذكر: إن القبيس والمذكر هو الرجل القوي البدن المعتدل اللحم في الصلابة والرخاوة الكثير المني الغليظه الحاره وهو عظيم الأنثيين بادي العروق قوي الشبق لا يضعفه الجماع.
ومن يرزق المني من يمينه فإن الملقحين أيضاً يشدون البيضة اليسرى من الفحل ليصب على اليمنى فإذا كان الغلام أولاً تنتفخ بيضته اليمنى فهو مذكر أو اليسرى فهو مؤنث وكذلك الذي يسرع إليه الاحتلام لا عن آفة في المني فإنه مذكر فيما يقال.

.فصل في علامات اللقوة والمذكار:

اللقوة والمذكار منهن هي المرأة المعتدلة اللون والسحنة ليست بجاسية البدن ولا رخوته ولا طمثها رقيق قيحي ولا قليل مائي محترق جداً وفم رحمها محاذ للفرج وهضمها جيد وعروقها ظاهرة دارة وحواسها وحركاتها على ما ينبغي وليس بها استطلاق بطن دائم ولا اعتقاله الدائم وعينها إلى الكحل دون الشهل وهي فرحة الطبع بهجة النفس والعمالات من الجواري المراهقات وأول ما يدركن سريعات الحبل لقوة حرارتهن وقلة شحوم أرحامهن ورطوباتهن واللاتي يسرع هضمهن أولى بأن يذكرن واللاتي مدة طهرهن قصيرة إلى اثنين وعشرين يوماً لا إلى نحو من أربعين.
سببه كثرة المني وانقسامه إلى اثنين فما بعده ووقوعه في التجويفين وسلامة ولدى المتئم غير كثيرة وقلما يكون بين التوأمين أيام كثيرة فإنهما في الأكثر من جماع واحد وفي القليل ما يعلق جماع على حبل وإن أعلق أعلق في نساء خصبات الأبدان كثيرات الشعور والدم لقوة حرارتهن وهن اللاتي ربما رأين الدم في الحبل فلم يبالين به لقوة منيهن وقوة أرحامهن ولم يسقطن مع الحيض ومع انتفاخ ما من فم الرحم وربما حضن على الحبل عدة حيض اثنتين فما فوقهما فإن وقع حبل في غير القوية جداً وفي التي إنما حبلت لانفتاح فم رحمها لا لقوة رحمها خيف أن يكون المولود الأول قد ضعف فيفسد في الثاني.
وأيضاً في القويات قد يخاف جانب وقوع التعلق والتزاحم بين الولدين وأكثر ما يتأدي ذلك إلى حمّى وتهيج في الوجه وحدوث أمراض إلى أن يسقط أحدهما.
ومن علامات التوأم وما فوقه على ما قالوا وجرب أن يراعى سرة المولود الأول المتصلة بالجنين فإن لم يكن فيها تعجر ولا عقد فليس غير المولود الأول ولد فإن كان فيها تعجر فالحمل بعدد التعجر.
علامات الاقراب: إذا دخلت الحامل في مدة قريبة من أجل الولادة وأحست بثقل في أسفل البطن تحت السرة وفي الصلب ووجع في الأربية وحرارة في البطن وانتفاخ في فم الرحم شديد محسوس وترطب منه فقد أقربت فإذا استرخت عجيزتها وانتفخت إربيتها واشتدّ انتفاخ الأربية فما بينها وبين الطلق إلا قريب.
علامات ضعف الجنين: يدل على ضعفه أمراض والدته واستفراغات عرضت لها وخصوصاً اتصال درور الحيض المجاوز لما يكون على سبيل الندرة والقلة وعلى سبيل فضل من الغذاء وكذلك ظهور واللبن في أول شهر حملت فيه وتحلبه إذا عصر الثدي ويدل عليه أن لا يتحرك الجنين تحركاً يعتدّ به أو يتحرك في غير وقته.
علامات ضعف المولود: إن الجنين إذا ولد ولم تنتفخ سرّته ولم يعطس ولم يتحرّك ولم يستهل إلى زمان فإنه ضعيف ولا يعيش.

.المقالة الثانية: الحمل والوضع:

أما مدد التحرك والتخلق والولادة فقد ذكرناها في التشريح وما بعده ويعلم من هناك أن الشهر السابع أول شهر يولد فيه الجنين القوي الخلقة والمزاج الذي أسرع تخقله وتحركه وأسرع طلبه للخروج.
وأكثر ما يموت المولودن لهذه المدة لأنهم يقاسون حركات شديدة في ضعف من الخلقة فإن مثل هذا المولود وإن كان قوياً في الأصل فهو قريب العهد بالتكون لكن المولود في الثامن هوأ كثر المولودين هلاكأ وقلما يعيش فإن عاش من المولودين لثمانية أشهر واحد فذلك هو النادر جدأ وقلما يعيش مولود أنثى لهذه المدة.
وفي بعض البلاد لا يعيش مولود لثمانية أشهر البتة لأنهم لا يخلو حالهم من أن يكونوا تأخروا في التخلق والتحرك والشوق إلى الولاد إلى هذا الوقت فيدل على أن قوتهم لم تكن قوية في الأصل فإن حاولوا بحركات التفصي في أول عهد الاستتمام ضعفوا أكثر من ضعف من يحاول التفصي في أول عهد الاستتمام وكانت قوته الأصلية قوية كالمولودين في السابع وإن لم يكونوا كذلك بل كانت خلقتهم وحركتهم ونيتهم إلى الشوق إلى الولادة وحركتهم إليه قد تمت قبل ذلك فيكون مثل هذا الجنين قد رام التفصي عن مأواه وانقلب وأحدث انقلابه الذي لم يبلغ به غرضه وصباً وبقي كذلك منقلباً إلى أن تثوب إليه القوة فأعجزه ضعف قوته وعرض له لا محالة ما يعرض للضعيف المحاول للحركات المخلصة إذا انبثّ دون متوجهه إعياء وعجز فيمرض لا محالة ويضعف وتنحلّ قوته فإذا ولد في مثل تلك الحال كان حكمه حكم المولود المريض الضعيف ومن حكمه أن لا يرجى له الحياة.
وأما المولود في التاسع فإن كانت قد تمت خلقته واشتاق إلى الحركة في السابع لم يمكنه أن يتفصى بل بقي في الرحم وعرض له في الثامن ما قلناه انتعش في مدة شهر إنتعاشاً يرد إليه القوة عن انقلابه واستوى إلى أن لا يعود منقلباً واستحكم وتحنك فإذا ولد سلم.
وإذا لم يكن كذلك بل اشتاق إلى الحركة في ذلك الوقت فحكمه حكم كل ضعيف البتة.
وأكثر ما يولد في العاشر يكون قد عرض له إن اشتهى الولادة في التاسع فلم يتيسرله وعرض له ما يعرض للمولود في الثامن وقليلاً ما يتفق أن يكون ورم الانفصالي واقعاً في السابع ثم يمتد الأنتعاش إلى العاشر حتى يقع له انتعاش تام في العاشر فهذا نادر.
ومع ذلك فهو دليل على ضعف القوة إذ أخرت التدارك من السابع إلى العاشر.
تدبير كلي للحوامل: يجب أن يعتنى بتليين طبيعتهن دائماً بما يلين باعتدال مثل الإسفيذباجات الدسمة ومثلا الشيرخشت ونحوه إذا اعتقلت الطبيعة جداً وأن يكلفن الرياضه المعتدلة والمشي الرفيق من غير إفراط فإن المفرط يسقط وذلك لأنهن يبتلين بما عرض لهن من احتباس الطمث بأن تكثر فيهن الفضول ويجب أن لا يدمن الحمام بل الحمام كالحرام عليهن إلا عند الإقراب ويجب أن لا تدهن رؤوسهن فربما عرض من ذلك نزلة فيعرض السعال فيزعزع الجنين ويعده للاسقاط.
ويجب أن يجتنبن الحركة المفرطة والوثبة والضربة والسقطة والجماع خاصة والامتلاء من الغذاء والغضب ولا يورد عليهن ما يغمهن ويحزنهن ويبعد عنهن جميع أسباب الإسقاط وخصوصاً في الشهر الأول والى عشرين يوماً وخصوصاً في الاسبوع الاول والى ثلاثة أيام من العلوق فهناك يحرم عليهن كل مزعزع وينظر فيما كتبناه من حفظ الجنين ويجب أن يدثر عا تحت الشراسيف منهن بصوف ليّن.
وأغذيتهن: الخبز النقي بالإسفيذباجات والزيرباجات ويجتنبن كل حريف ومر كالكبر والترمس والزيتون الفج وكل محر للطمث كاللوبيا والحمص والسمسم.
وإن اشتهين الطعام في يوم العلوق فإن أبقراط يأمر بسقيهن السويق في الماء فإنه- وإن نفخ- فهو سريع الغذاء.
وشرابهن هو الريحاني الرقيق العتيق.
وقد قال أبقراط يسقين شراباَ أسود ويشبه أن يكون عنى به الرقيق الأسود فيكون سواده لقوته لا لعكره ونقلهن الزبيب والسفرجل الحلو والكمثري المنبه للشهوة والتفاح المز والرمان المز.
وأما أدويتهن فمثل جوارشن اللؤلؤ.
ونسخته: يؤخذ لؤلؤ غير مثقوب درهم عاقرقرحا درهم زنجبيل ومصطكي من كل واحد أربعة دراهم زرنباد ودرونج وبزر كرفس وشيطرج وقاقلة وجوز بوا وبسباسة وقرفة من كل واحد لدرهمان بهمن أبيض وبهمن أحمر وفلفل ودار فلفل من كل واحد ثلاثة دراهم دار صيني خمسة دراهم سكر سليماني مثل الجميع أو أكثر الشربة منه مثل ملعقة فإنه يصلح حال رحمها رحال معدتها ويجب أن تشتدّ العناية بمعدتهن فتقوى بمثل الجلنجبين مع العود والمصطكي ونحوه.
ومن الجوارشنات المتخذة من السكر الكثير بأفاويه ليست بحادة جداً وبالأضمدة القابضة المسخنة العطرة.
تدبير النفساء: يجب إذا وضعت أن تدثر وتجتهد في درور طمث كافٍ وتصلح الغذاء ولا تنتقل دفعة إلى التدبير الغليظ فيحمها ويضعف القوة المغيرة في كبدها ويكثر عطشها وربما استسقت فإن صلبت مع ذلك كبدها لم يرج لها برء.
وأيام النفاس لها حركات وأدوار وابتداؤها أول حدوث الاضطراب والوجع وإذا جاوز المريض عشرِين يوماً إلى الرابع والعشرين والمرض قائم أو معاود دل على بطء الانقضاء ولا بدّ من استفراغ في غير يوم البحران إن لم يكن ضعف وإن كان ضعف فتترك الإسهال أولى.
شهوة الحوامل: إذا سقطت شهوة الحوامل انتفعن بترك الدسم الشديد الدسومة والحلو الشديد الحلاوة واستعمال مشي رقيق وبالقصد في شرب الماء والاقتصار من الشراب على الريحاني القليل الرقيق فإنه نافع مصلح للشهوة ولما يعرض من الغثيان والقيء الكثير.
ومن الأدوية المعيدة للشهوة المقوية لها كل ما فيه قبض مع حرارة لطيفة مثل عصا الراعي مطبوخاً بالشبث تشرب وسلاقته والزراوند قبل الطعام وبعده يتناول منه قليل والضمّادات المعروفة المقوية للمعدة المتخذة من السفرجل والقسب وقصب الذريرة والسنبل بالشراب الريحاني العتيق وربما جعل فيه بزر الكرفس والأنيسون والرازيانج وخصوصاً إن كان هناك وجع ونفخة.
وإذا ساءت شهوتها بإفراط اجتهد في تنقية معدتها بمثل ماء الجلنجبين المتخذ بالورد الفارسي ثم يصلح بالحموضات.
ولرب الحصرم وشرابه المتخذ بالعسل أو بماء السكر منفعة جيدة في ذلك وموافقة للجنين.
والنشاستج المجفف يوافق مشهيات الطين منهن وربما انتفعن بالحريفات مثل الخردل ونحوه فإنه يقطع الخلط الرديء وينبه الشهوة وهو غاية في رد شهوتهن.
وإذا صدقت شهوتهن للجبن شوى لهن الرطب على جمر حتى يجف فإن ذلك أفضل من اليابس بالحريف فإن الأول أقل فضلاً والثاني أفتق للشهوة وأما رياح معدتهن ووجعها فيستعمل لها هذا الجوارشن.
ونسخته: يؤخذ من الكقون الكرماني المنقوع في الخل يوماً وليلة المقلو بعد ذلك ومن الكندر والسعتر الفارسي من كل واحد جزء ومن الجندبيدستر ثلث جزء يستفّ منه من نصف مثقال إلى مثقال وإن عجن بشراب السكر أخذ منه أكثر.
وأما قيئهن على الطعام فيجب أن يعطين بعد الطعام ما له عطرية وقبض كالسفرجل المشوي وخصوصاً وقد غرزت فيه شظايا العود الهندي ويدام غمز أيديهن وأرجلهن ويستعمل على معدهن الأضمدة المعلومة ويمسكن في أفواههن حبّ الرمان مع ورق النعنع ويلحسن شيئاَ من الميبة والطين الأرمني مما يسكّن غثيهن.
خفقان الحوامل: أكثر ما يعرض ذلك لهن يكون بمشاركة فم المعدة وبسبب خلط فيه وكثيراً ما يخففه تجرعّ الماء الحار والرياضة الخفيفة الحادرة لما في المعدة.
تدبير سيلان طمث الحوامل: تطبخ القوابض التى لا طيب فيها في الماء ويستعمل منه الآبزن مثل العدس وقشور الرمان والجلنار والعفص والبلوط ونحوه وقد يتخذ من العفص والجلنار وقشور الرمان والتين اليابس ضماد ويوضع على العانة بالخلّ.
تورّم أقدام الحوامل وتربلها: تضمد أقدامهن بورق الكرنب وتطلى بنبيد ممزوج بخل ويطبخ الأترج وينطل به أو يلطخ بقيموليا وقد يجبل القضب ضماداً بالخل والشبث أيضاً بالخل.
أسباب الإسقاط إما بادية من سقطة أو ضربة أو رياضة مفرطة أو وثبة شديدة وخصوصاً إلى خلف فإنها كثيراً ما تنزل المني العالق بحاله أو شيء من الآلام النفسانية 5 مثل غضب شديد أو خوف أو حزن ومن برد الأهوية وحرّها المفرطين.
ومن هذا القبيل يكره للحبالى مطاولة الحمام بحيث يعظم نفسها فإن الحمام- لان أسقط بالإزلاق- فقد يسقط بإحواج الجنين إلى هواء بارد وربما يحدث من ضعفه لفقدانه القوة واسترخائه بسبب التحلل ومن آلام بدنية وأمراض وأسقام وجوع شديد أو استفراغ خلط أو دم كثير بدواء أو فصد أو من تلقاء نفسه ومثل نزف من حيض كثير وكلما كان الولد أكبر كان الضرر فيه بالفصد أكثر.
أو من امتلاء شديد أو تخمة كثيرة مفسدة لغذاء الولد أو سادة للطريق إليه ومن كثرة جماع يحرك الرحم إلى خارج وخصوصاً بعد السابع وكثرة الاستحمام والاغتسال مزلق مرخّ للرحم ومسقط على أن الحمام يسقط بسبب استرخاء القوة واحتياج الجنين إلى هواء بارد على ما قلناه.
فهذه طبقة الأسباب.
وقد يكون عن أسباب من قبل الجنين مثل موته لشيء من أسباب موته فتكرهه الطبيعة وخصوصاً إذا جرى منه صديد فلذع الرحم وآذاها أو مثل ضعفه فلا يثبت أو بسبب ما يحيط به من الأغشية واللفائف فإنها إذا تخرقت أو استرخت فانصبّت منها رطوبات آذت الرحم فتحرّكت الدافعة وأعانت أيضاَ على الإزلاق أو لسبب في الرحم من سعة فمه أو قلة انضمامه أو رطوبات في الرحم أو أفواه الأوردة فيزلق ويثقل وقد يكون أيضاً لسائر أصناف سوء مزاج الرحم من حر أو برد أو يبس وقلة غذاء الجنين.
وقد يكون من ريح في الرحم ومن ورم وماشرا أو صلابة وسرطان وقد يكون من قروح في الرحم.
وأكثر الإسقاط الكائن في الشهر الثاني والثالث يكون من الريح ومن رطوبات على فوهات العروق التي للرحم التي تسمى النقر ومنها ينتسج عروق المشيمة فإذا رطبت استرخى وما ينتسج منها فيسقط الجنين بأدنى محرك من ريح أو ثقل.
وقد يكون بسبب سوء مزاج حار مجفف أو بارد مجمّد.
وأيضاً مما يسقط في أول الأمر رقة المني في الأصل فلا يتخلق منه الغشاء الأول إلا ضعيفاً مهيئاً للانخراق مع اجتذابه للدم وفي السادس وما بعده من الرطوبات المفرعة في الرحم المزلقة للجنين.
وقد قال قوم أنه قد يكون أكثر ذلك من الريح والصحيح هو هذا القول.
وأما بعد المدة المعلومة فأكثر الإسقاط إنما يكون من ضعف بردي.
وقيل أن الشديدة الهزال إذا حملت أسقطت قبل أن تسمن لأن البدن ينال من الغذاء لصلاح نفسه وعود قوته ما لا يفضل للجنين ما يغذوه فيضعف.
والبلدان الباردة جدا لا باعتدال والقصول الباردة جدأ يكثر الإسقاط فيها وكذلك الجبال والبلاد الجنوبية يكثر فيها الاسقاط وكذلك الأهوية الجنوبية ويقل في الشمالي منها إلا أن يكون البرد شديداً مؤذياً للجنين.
وإذا سلف شتاء جنوبي حار وربيع شمالي قليل المطر أسقطت الحبالى اللواتي يضعن عند الربيع بأدنى سبب وولدن ضعافاً.
والأوجاع العارضة عند الإسقاط أشد من الأوجاع العارضة عند الولادة لأن ذلك أمر غير طبيعي.
العلامات: أما علامات الإسقاط نفسه فأن يأخذ الثدي في الضمور بعد الاكتناز الصحي.
وأما الاكتناز المرضي فقد تصلحه الطبيعة إلى إضمارِ من غير خوف إسقاط.
وأي الثديين ضمر عن الاكتناز الصحي فإن صاحبته تسقط من التوأم ولد من ذلك الجانب لماذا أفرط درور اللبن وتواتر حتى ضمر الثدي فهو منذر بأن الجنين ضعيف وأنه يعرض السقوط.
وكذلك كثرة الأوجاع في الرحم وإذا احمر الوجه جداً في الحمّى وحدث نافض أو ثقل رأس واستولى الإعياء وأحسّ بوجع في قعر العين دلّ على أن أسباب الإسقاط متوافية وأنها تطمث ثم تسقط.
وكذلك الأسباب القوية للاسقاط إذا توافت دلت عليها أما المزاجات والقروح والأورام والرطوبات فتعرف بما قيل مراراً.
وأما الكائن بسبب ريح فيعرف بعلامات الريح من تمدد من غير ثقل ومن انتقال ومن ازدياد مع تناول المنفخات والأسباب البادية أيضاً يعرف تبدؤها.
وأما موت الجنين فيدل عليه تحرك شيء مخلي فْي الجوف ثقيل كالحجر ينتقْل من جانب إلى جانب وخصوصاً إذا اضطجعت على جنبها وتبرد ا! سرة وكانت قبل ذلك حارة ويبرد الثدي وربما سالت رطوبات منتنة صديدية ويؤكد ذلك أن يكون قد عرض للحوامل أمراض صعبة أخرى.
وقد يعرض عند موت الجنين وقبله- وهو من المنذرات به- أن تغور عين الحبلى إلى عمق ويكون بياض العين كمداً وقد ابيض منها الأذن وطرف الأنف مع حمرة الشفة وحالة شبيهة بالاستسقاء اللحمي.
حفظ الجنين والتحرّز من الاسقاط: الجنين تعلقه من الرحم كتعلق الثمرة من الشجرة فإن أخوف ما يخاف على الثمرة أن تسقط هو إما عند ابتداء ظهورها وإما عند إدراكها كذلك أشد ما يخاف على الجنين أن يسقط هو عند أول العلوق وقبيل الإقراب فيجب أن يتوقى في هذين الوقتين الاسباب المذكورة للإسقاط والدواء المسهل من جملة تلك الأسباب فيجب أن يتوقى جانبه إلى الشهر الرابع وبعد السابع وفيما بين ذلك أيضاً إلا أنه فيما بين ذلك أسلم وإليه يصار عند الضرورة.
وربما لم يكن بد في بعض هذه الأوقات من إسهالها وتنقية دمها لئلا يفسد الجنين بسوء المزاج فيجب أن يكون برفق وتلطف وربما لم تكن طمثت أيضاً قبل العلوق طمثاَ واجبأ وبقي فيها فضول من طمثها يحتاج أن ينقى وحينئذ إن لم ينقّ قبل إفسادها الجنين فيجب أن ينقى ذلك باللطف بمنقيات رقيقة لا تشرب ولكن تحتمل ولا تحتمل وراء فم الرحم بل تحتمل في عنق الرحم ولا ينقّى بها ما ينقي دفعة واحدة بل دفعات كثيرة.
وإذا كانت المرأة يخاف عليها أن تسقط بسبب أمزجة وأورام وقروح وريح وغير ذلك عولج كل بما في بابه.
وإذا كانت تسقط من سبب بادٍ فإن كان مما يحرك المزاج أيضاً عدل وبموانع الأورام وبما يمكن من الإسهال.
وإذا لم يكن كذلك بل إنما يخاف منه أن يلحق الجنين بسببه أذى وألم يسقطه أو يقتله فيجب أن يعالج بالأدوية الحافظة للجنين التي نذكرها وأما الزلق عن الرطربات- وهو أكثر الزلق- فيجب أن تستعمل لأجله في وقت الحبل الحقن الملينة المفرغة للزبل ثم تستعمل الزرا قات والمدرات للبول والحقن المنقية للرحم.
تدبير جيد لذلك: هو أن تسقى ماء الأصول بدهن الخروع أو طبيخ الحسك والحلبة بدهن الخروع وتسقى في كل عشرة أيام شيئاً من حب المنتن وتسقى أيارج جالينوس فإنه ينفع في ذلك جداً.
حفنة جيدة لذلك وللرياح: يؤخذ صعتر وأبهل ونانخواه وكاشم وعيدان الشبث وبابونج وسذاب وحسك وحلبة من كل واحد حقنة يطبخ في ثلاثة أرطال من الماء حتى يبقى النصف وخذ منه أقلّ من رطل واحمل عليه إستاراً من دهن الرازقي وسكرجة من دهن سمسم واستعمله حقنة واحقنها في كل أربعة أيام بمثله.
أخرى: يؤخذ حنظلة فتقوّر ويخرج منها حبّها وتملأ بدهن السوسن وتترك يوماً وليلة ثم تهيأ من الغد على رماد حار حتى يغلي الدهن غلياناً تاماً ثم يصفى ويحقن به القبل وهو فاتر فإن هذا عجيب للإزلاق الرطب وبعد مثل هذا الاستفراغ يجب أن تستعمل الأدهان العطرة الحرة مروخات ومزروقات ومحتملات في صوفات والمعاجين الكبار ودواء الكاسكبيتج والدحمرثا والسجرنيا في كل ثلاثة أيام أو خمسة وكذلك من دواء المسك ودواء البزور.
وأيضاً: يؤخذ قشور الكندر والسعد مرضوضين من كل واحد جزء ومن المر نصف جزء تطبخ بستة أمثالها ماء حتى يبقى الربع ويصفّى ويحقن منه بأربع أواقي في كل ثلاثة أيام بعد أن يكون قد استفرغت الرطوبة قبلها ومن البخورات الجيدة مقل وعلك الأنباط وأشق وشونيز مجموعة أو مفردة تستعمل بعد التنقية وتحتمل السنبل والزعفران والمصطكي والمرّ والمسك والجندبيدستر والقمل ونحوه في دهن الناردين أو شحم الأوزّ على صوفة خضراء وتحتمل عقيب ما يجب تقديمه أنفحة الأرنب.
والأدوية الحافظة للجنين في بطن الأم إذا لم تكنٍ آفة من مزاج حار أو ورم حار ونحوه هي الأدوية القلبية مثل الزرنباد والدرونج والبهمنين والمفرح ودواء المسك وا لمثروذ يطوس.
صفة لدواء يمنع الإسقاط: يؤخذ درونج وزرنباد وجندبيدستر وحلتيت وسكّ ومسك وهيل بوا وعفص وطباشير من كل واحد درهم زنجبيل عشرة دراهم الشربة كل يوم مثقال بماء بارد وحقن مسخّن من قبيل هذه.
ومما ينفع فيه الصعتر والبابونج والحلبة والشبث وا لنا نخواه.
تدبير الإسقاط وإخراج الجنين الميت: إنه قد يحتاج إلى الإسقاط في أوقات منها عندما تكون الحبلى صبية صغيرة يخاف عليها من الولادة الهلاك ومنها عندما تكون في الرحم آفة وزيادة لحم يضيق على الولد الخروج فيقتل ومنها عند موت الجنين في بطن الحامل.
واعلم أنه إذا تعسرت الولادة أربعة أيام فقد مات الجنين فاشتغل بحياة الوالدة ولا تشتغل بحياة الجنين بل اجتهد في إخراجه.
والإسقاط قد تفعله حركات وقد تفعله أدوية.
والأدوية تفعل بأن يقتل الجنين وبأن تدر الحيض بقوة وقد تفعله بالإزلاق.
والقاتلة للجنين هي المرة.
والمدرة للحيض أيضاً هي المرة والحريفة والمزلقات هي الرطبة اللزجة تستعمل مشروبات وحمولات.
ومن الحركات الفصد وخصوصاَ من الصافن بعد الباسليق وخصوصاَ على كبر من الصبي والإجاعة والرياضة والوثبات الكثيرة وحمل الحمل الثقيل والتقيئة والتعطيس.
ومن التدبير الجيد في ذلك أن يدخل في فم الرحم من الحبلى كاغد مفتول أو ريشة أو خشبة مبرية بقدر حجم الريشة من أشنان أو سذاب أو عرطنيثا أو سرخس فإنها تسقط لا محالة وخصوصاً إذا لطخت بشيء من الأدوية المسقطة كالقطران وماء شحم الحنظل ونحوه.
والأدوية المسقطة منها مفردة ومنها مركبة.
وقد ذكرنا المفردة في جداول الأدوية المفردة والمركبة في القراباذين لكنا نذكر ههنا من الطبقتين ما هو أعمل في الغرض.
أما من الأدوية المفردة التي هي أبعد من شدة الحرارة فهي مثل الأفسنتين والشاهترج.
وأما الأدوية المفردة الحارة فبزر الشيطرج وهو يشبه الحرف وله رائحة حريفة إذأ احتمل أسقط وحبّ الحرمل أيضاً مشروباً ومحمولاً ودهن البلسان إذا احتمل أخرج الجنين والمشيمة والحلتيت والقتة قوي أيضاَ.
وبخور مريم قوي في هذا الباب جداً شرباً وحمولاً حتى إن قوماً زعموا أن وطء الحامل إياه يؤدى إلى الإسقاط.
وعصارته تفسد الجنين طلاء على البطن فكيف حمولاً على قطنة وكذلك عصارة سائر العرطنيثات وإن سقي من الأشنان الفارسي ثلاثة دراهم ألقت الجنين من يومه.
وإذا تناولت من الكرمدانة دانقين ألقت الجنين وأورثت حرارة وحرقة وأيضاً إن زرق طبيخ شحم الحنظل في الزراقة الموصوفة على شرطها أو احتمل في صوفة احتمالاَ جيداً صاعدأ فعل ذلك.
ومن الأدوية الجيدة الدارصيني إذا خلط بالقوة فإنه يسقط الجنين شرب أو احتمل ومع ذلك فإنه يسقط الجنين شرب أو احتمل ومع ذلك فإنه يسكن الغثي ومما له خاصية: حافر الحمار فيما يزعمون أنه إن تبخر به الجنين الحي والميت أخرجه وزبله إذا تدخن به في قمع أخرج الجنين الميت بسرعة وكذلك التدخين بعين سمكة مالحة.
ومن الادوية المركبة المشروبة في ذلك دواء قوي في الإسقاط واخراج الجنين الميت.
يؤخذ عن الحلتيت نصف درهم ومن ورق السذاب اليابس ثلاثة دراهم ومن المردرهم وهو شربة تسقى في سلاقة بالأبهل شربة بالغداة وشربة بالعشي.
أخرى: يؤخذ من الزراوند الطويل ومن الجنطيانا ومن حب الغار والمر والقسط البحري والسليخة السوداء وفوة الصبغ وعصارة الأفنستين وقردمانا طريق حريف وفلفل ومشكطرا مشيع بالسوية يشرب منه كل يوم مثقالان عشرة أيام.
ومن الادوية الجيدة المسقطة بسهولة مع تسكين الغثيان دواء بهذه الصفة.
ونسخته: يؤخذ دارصيني وقردمانا أبهل عشرة دراهم مر خمسة دراهم الشربة ثلاثة دراهم كل يوم وقد يسهّل مع ذلك تنقية النفساء وإخراج المشيمة وترياق الأربعة قوي في الإسقاط وإخراج الميت وللطفل الميت.
أخرى: يؤخذ ثلاث أواقي من ماء السذاب ومثله من ماء الحلبة المطبوخة مِع التين طبخاً ناعماً وثلاثة دراهم صعتر وتسقى فإنه يزلق الميت وقد تسقى ماء باردا مصفى مقدار رطل ويمر عليه أوقية خطمي وتسقى وتقيأ وتعطش وتسقى ماء السذاب الكثير مع دهن الحلبة مطبوخة بالتمر وتصلح للمشيمة.
ومن الفرزجات لمث الكرمدانة يتخذ منه ومن الأشق فرزجة وتحتمل.
وكذلك يسقى من ماء السذاب قدر أربع أواق ومن دهن الجوز الخالص قدر أوقية واحدة فإن ذلك يسقط.
وهذا قد جربناه نحن مراراً وقد زعم قوم أن الرجل إذا طلى القضيب- سيما الكمرة- بالمرّ أو الصبر أو شحم الحنظل المحلول بماء السذاب فرداً أو مجموعاً ويجامع الرجل بعد أن يجف ذلك ويبطىء بالإنزال فإذا أنزل صبر ساعة فإن هذا الترتيب يسقط حسب ما زعموا.
فرزجة قوية: يؤخذ من عصارة قثاء الحمار تسعة قراريط معجونة بمرارة الثور وتحتمل فإنه يخرج الجنين حئا أو ميتاَ.
فرزجة لبولس: يؤخذ خربق أسود وميويزج وزراوند مدحرج وبخور مريم وحبّ المازريون وشحم الحنظل والأشق يسحق الجميع خلا الأشق فإنه يحل في ماء ويجمع به الباقية وربما جعل معه مرارة الثور مجففة جزء يتخذ منه فرازج.
فرزجة قوية جداً: يؤخذ نوشادر مسحوق عشرة دراهم أشق ثلاثة دراهم يعجن النوشادر بمحلول الأشق ويتخذ منه فرازج وتحتمل الليل كله رافعة الرجلين على مخاد وتزرق فيها وأيضاً بمثل طبيخ الأفسنتين ومثل عصارة السذاب ومثل طبيخ ا لأبهل ودهن الخروع.
زراقة الرحم: يجب أن تكون الزراقة مثلثة الطرف طويلة العنق بقدر طول قرن الرحم من المرأة المعالجة وبحيث تدخل فم الرحم وتحسق المرأة أنها قد صارت في فضاء داخل الرحم فيزرق فيها ما يقتل وما يزلق وما يخرج.
تدبير لبعض القدماء في إخراج الجنين الميت: إن إخراج الجنين الميت وقطعه بالحديد إذا عسر ولاد المرأة فينظر هل تسلم أو هي غير سليمة فإن كانت ممن تسلم أقدمنا على علاجها وإلا فينبغي أن يمنع عن ذلك فإن المرأة التي حالها رديء يعرض لها غشي وسهر ونسيان واسترخاء وخلع وإذا صوت بها لا تكاد تجيب وإذا نوديت بصوت رفيع أجابت جواباً ضعيفاً ثم يغشى عليها أيضاً.
ومنهن من تتشنّج مع تمدد ويضطرب عصبها وتمتنع من الغذاء ويكون نبضها صغيراً متواتراً.
وأما التي تسم فلا يعرض لها شيء من ذلك فينبغي أن تستلقي المرأة على سرير على ظهرها ويكون رأسمها مائلاً إلى أسفل وساقاها مرتفعتين وتضبطها نساء أو خدم من كلا الجانبين فإن لم يحضر هؤلاء ربط صدرها بالسريرة بالرباطات لئلا ينجذب جسدها عند المد ثم تفتح القابلة سقف عنق الرحم وتمسح اليد اليسرى بدهن وتجمع الأصابع جمعاً مستطيلاً وتدخل بها إلى فم الرحم وتوسع بها ويصب عليها من الدهن وتطلب أين ينبغي أن تغرز الصنارات التي تجذب بها الجنين والمواضع المرتفعة لتغزر فيها الصنارات.
وهذه المواضع هي في الجنين الذي ينزل على الرأس العينان والفم والقفا والحنك وتحت اللحي والترقوة والمواضع القريبة من الأضلاع وتحت الشراسيف.
وأما في الجنين الذي ينزل على الرجلين فالعظام التي فوق العانة والأضلاع المتوسطة والترقوة ثم تمسك الالة التي تبب بها الجنين باليد اليمنى وتدخل اليد اليسرى تحت الصنارة فيما بين أصابعها وتغرز في أحد المواضع التي ذكرناها حتى تصل إلى شيء فارغ ويغرز بحذائها صنارة أخرى ليكون المجذب مستوياً ولا يميل في ناحية ثم يمد ولا يكون المد مستوياً بالحذاء فقط بل في الجوانب أيضاً كما يكون انتزاع الأسنان.
وينبغي في خلال ذلك أن يرخّي المد ثم تدخل السبابة مدهونة وأصابع كثيرة فيما بين الرحم والجسم الذي قد احتبس وتدار الأصابع حوله فإذا اتبع الجنين على ما ينبغي.
فلتنقل الصنارة الأولى إلى موضع آخر وهكذا تفعل بالصنارات الأخرى حتى يخْرج الجنين كله بالجذب.
فإن خرجت يد قبل أختها ولم يمكن ردها لانضغاطها.
فينبغي أن تلف عليها خرقة لئلا تزلق وتجذْب حتى إذا خرجت كلها يقطع من الكف.
وهكذا تفعل إن خرجت اليدان قبل عضديهما ولم يمكن ردهما.
وكذلك يفعل بالرجلين إذا لم يتبعهما سائر الجسد يقطعان من الأربية فإن كان رأس الجنين كبيراً وعرض له ضغط في الخروج وكان في الرأس ماء مجتمع فيجب أن يدخل فيما بين الأصابع مبضع أو سكين شوكي أو السكين الذي يقطع به بواسير الأنف ويشقّ به الرأس لينصب الماء فيضمر.
وإن لم يكن ماء واحتجت إلى إخراج دماغه فعلت.
فإن كان الجنين عظيم الرأس بالطبع فينبغي أن تشق الجمجمة وتؤخذ بالكلبتين التي تنزع بها الأسنان والعظام وتخرج.
فإن خرج الرأس وانضغط الصدر فليشق بهذه الالة المواضع التي تلي الترقوة حتى يوصل إلى عظام فارغة فتنصب الرطوبة التي في الصدر وينضم الصدر.
فإن لم ينضم فينبغي حينئذ أن يقطع وتنزع التراقي فإنها إذا انتزعت أجاب حينئذ الصدر.
لان كان أسفل البطن وارماً والجنين ميت أو حي فينبغي أن يفرغ أيضاً بما ذكرناه مع ما في جوفه.
وأما الجنين الذي يخرج على الرجلين فإن جذبه يسهل وتسويته إلى فم الرحم يهون.
وإن انضغط عند البطن أو الصدر فينبغي حينئذ أن يجذب بخرقة ويشق على ما وصفنا حتى ينصب ما في داخله.
فإن انتزعت سائر الأعضاء وارتجع الرأس واحتبس فلتدخل اليد اليسرى ويطلب بها الرأس ويخرج الأصابع إلى فم الرحم ثم تدخل فيه صنارة أو صنارتين من التي يجذب بها الجنين ويجذب وإن كان فم الرحم قد انضم لورم حار عرض له فلا ينبغي أن يعنف به بل يتبغي حينئذ أن يستعمل صب الأشياء الدسمة كثيراً والترطيب والجلوس في الابزن واستعمال الأضمدة لينفتح فم الرحم وينتزع الرأس كما قلنا.
وأما ما يخرج من الأجنة على جانب فإن أمكن أن يسوى فليستعمل المذاهب التي ذكرناها وإن لم يمكن ذلك فليقطع الجنين كله داخلاً وينبغي بعد استعمال هذه الأشياء استعمال أنواع العلاج للأورام الحارة التي تحدث للرحم فإن عرض نزف دم عولج بما قيل في بابه.